-->

Wednesday, May 6, 2015

author photo




“من كان في خواطره دنيئا خسيسا لم يكن في سائر أمره إلا كذلك. فإياك أن تمكّن الشيطان من بيت أفكارك وإراداتك فإنه يفسدها عليك فسادا يصعب تداركه، ويلقي إليك أنواع الوساوس والأفكار المضرّة ويحول بينك وبين الفكر فيما ينفعك وأنت الذي أعنته على نفسك بتمكينه من قلبك وخواطرك فملكها عليك فمثلك معه مثال صاحب رحى يطحن فيها جيّد الحبوب، فأتاه شخص معه حمل تراب وبعر وفحم وغثاء ليطحنه في طاحونته، فإن طرده ولم يمكّنه من إلقاء ما معه في الطاحون استمر على طحن ما ينفعه وإن مكّنه من إلقاء ذلك في الطاحون أفسد ما فيها من الحب وخرج الطحين كله فاسدا.”

ما سبق هو فائدة جميلة وقاعدة جليلة استنبطها محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي، شمس الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن قيّم الجوزية – رحمه الله – في كتابه الذي سمّاه (الفوائد). وهو كتاب في الوعظ فريد من نوعه؛ يشتمل على التفسير والحكم والطرائف والآراء والنظرات الفلسفية في مختلف شؤون الدنيا والدين، وكثيرًا ما يتناول فيه المصنف آية أو جزء آية فيفسرها تفسيرًا لم يسبقه أحد إليه، أو جزءًا من حديث أو حتى كلمة فيه فيبرع في إخراج المعاني القيّمة والحكم المفيدة بسبك رائع وأسلوب




Source link



ابن قيّم الجوزية ضيف متجدد على موقع "اقرأ" بكتابه "الفوائد"

This post have 0 komentar


EmoticonEmoticon

Next article Next Post
Previous article Previous Post